المستجدات

يناير في مستغانم: حفلة خاصة

[vc_row][vc_column width=”1/3″][vc_column_text]

احتفال رسمي

ينّايرهو احتفال يتم الاحتفال به في العائلات في كل العصور في الجزائر وكذلك بمدينة مستغانم على وجه الخصوص،دون أي جانب رسمي ولكن فقط تقليدي وثقافي. منذ عام 2017 ، أُعلن ينّايرأو كما يسمى وفي غرب البلاد النايرحفلة وطنية و رسمية،وفي 2018 تم إصدار المرسوم الرئاسي ليرسم كيوم عطلة. وهذه مبادرة تعزز بالتأكيد إرادة الحكومة لإعادة تقييم جزء من الثقافة الأمازيغية في الهوية الجزائرية،بعد الاعتراف باللغة الأمازيغية،لغة وطنية و رسمية في عام 2016

[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_column_text]

ماذايعني ينّاير؟

ليس هناك اجماع واحد يتفق عليه جميع الباحثين سواء المؤرخين أو علماء اللغة واللسانيات أو علماء الاجتماع على الأصل الحقيقي لكلمة يناير. حيث يعتقد البعض بأن ينّايرهو تعبير بربري ويعني ين (Yen ) أول و آير فتعني (ayer) شهر .في حين يعتقد البعض الأخر أن هذا الاسم يعود الى الفترة التي ضمت فيها نوميديا إلى روما خلال العصور القديمة حيث احتفلت فيها روما بالإله جانيوريس(JANIARUS) ،ممثلا بوجهين،واحد موجه نحو الماضي وآخر نحو المستقبل: نهاية دورة وبداية واحدة جديدة. هذا الإله الأولمبي الذي سيعطي اسمه إلى شهر جانفي،والذي أصبح يعني يناير باللغةالعربية.

[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/3″][vc_column_text]

أسقاس امقاز

لقد أصبحت عبارة أسقاس امقاز،بشكل عفوي ، التعبير الأكثر انتشارًا في بداية العام بين الجزائريين ، سواء بين الأفراد أو على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تبعتها موجة من بطاقات التهنئة والصور وغيرها من الأشكال التي من خلالها يمكن تمييز الهوية الأمازيغية. ففي الواقع ، ما بين 10 و 13 يناير في كل مكان في الجزائر وحتى في المدن التي لغة الاتصال فيها ليست بربرية كما هو الحال في مدينة مستغانم أصبحت عبارة أسقاس امقازتعبير بربري يعني سنة جديدة سعيدة والذي يصادف يوم 12 يناير 2019 من التقويم الميلادي العالمي اليوم الأول من التقويم الأمازيغي 2969 .

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][bs-heading title=”أصل “ينّاير“” show_title=”1″ icon=”” title_link=”” heading_color=”#1e73be” heading_style=”t2-s4″ bs-show-desktop=”1″ bs-show-tablet=”1″ bs-show-phone=”1″ bs-text-color-scheme=”” css=”” custom-css-class=”” custom-id=””][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/2″][vc_column_text]

هناك فرضية ثانية تحيل هذا الاحتفال إلى التراث الثقافي الروماني حيث يعتقدان ينّايريكون مجرد احتفال باليوم الأول من التقويم الزراعي والتي كانت تمارس في العصور القديمة من قبل البربر في جميع أنحاء شمال أفريقيا،وهذا ما سوف يزيل الغموض الذي يكتن فالملحمة الجميلة لشيشناق. وباختصار شديد،حتى و إن كان شيشناق البربري موجودًا وحاكمًا لمصر بالإضافة إلى أحفاده، لا نعرف أبدًا على وجه اليقين ما إذا كان احتفال ينّايرمرتبطًا حقًا بهذه الفترة من العصور القديمة أم لا.

علاوة على ذلك،وبغض النظر عن أصله الأسطوري أو التاريخي، سواء كان خياليًا أو حقيقيًا،فإن هذا الاحتفال راسخ جدا في الجزائر،و خاصة في منطقة القبائل الكبرى حيث يطلق عليه اسم (تابورث ايسقوز ويعني باب السنة ) وكذلك في المدن الغربية، أين توجد القبائل البربرية الكبيرة (بني سنوس، زناتة، سنهاجة، مغراوى، بنيزروال …) قد تمكنت من الحفاظ على هذا التراث غير المادي و تناقلته جيلا عن جيل منذ وقت قديم وأحيانا مع بعض التغيرات الخاصة و المحددة لكل منطقة.

[/vc_column_text][/vc_column][vc_column width=”1/2″][vc_column_text]

بين دوامة المطالبة بالحفاظ على التقاليد والمطالبة بالهوية من ناحية،والإيديولوجية الدينية من ناحية أخرى،يثير الاحتفال بـ ينّايرالعديد من المناظرات وينعش التوترات بين المؤيدين والمعارضين لشرعية هذا الاحتفال لدرجة أن هناك من يذهب لإنكار أصله الأمازيغي. وهناك من يجادل بأن انتصار ملك البربر شيشناق (Shichnaq)على الفرعون رمسيس حوالي عام 945 ق.م وهو نصر قديم فتح أبواب النيل لهذا الملك البربر) لن يكون السبب الاحتفال بهذا العيد وأن هذا الأصل الزائف سوف يكون اختراعًاخالصًامنقبلا لبربر في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين الذين يرغبون في أن يتزامن هذا العيد مع حلقة مجيدة للأمازيغ.

وعلاوة على ذلك،عندما يتباهى ويتفاخر المؤيدين لهذه الهزيمة الساحقة لفرعون مؤسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين من قبل شيشناق،يقول المشككون أن الاستيلاء على السلطة من طرف شيشناق لم يكن أبدا موضوع حرب،ولكن بدلا من ذلك،أنه كان سيحدث بطريقةمنطقية لأن هذا الأخير كان سليلاً لخط عظيم من القادة العسكريين و الدينيين في الوقت نفسه (بربر معشوش) الذي منحته قوة عظمى سمحت له بتكوين تحالف مع الفرعون نفسه ( كان ابنه قد تزوج من ابنة فرعون)،ثم لتولي السلطة بعد وفاة فرعون رمسيس الحادي عشر والأخير.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][bs-heading title=”«ينّاير»في مستغانم …احتفالية خاصة” show_title=”1″ icon=”” title_link=”” heading_color=”#1e73be” heading_style=”t2-s4″ bs-show-desktop=”1″ bs-show-tablet=”1″ bs-show-phone=”1″ bs-text-color-scheme=”” css=”” custom-css-class=”” custom-id=””][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

في مستغانم،أو تالمست ن أغنيم،والتي تعتبر تسميتها في آخر المطاف بربرية ،حيث توطن الكثير من الأمازيغ في المنطقة، ينّايرهو احتفال عائلي بامتياز حيث يمكن ملاحظة جميع الأكشاك التي تفيض بالبضائع لهذه المناسبة.

لهذا الاحتفال عاداته وطقوسه التي لا يمكن للمرء أن ينتقص منها: الاحتفال هو بالدرجة الأولى عائلي حيث يقام ليلا و تتوج الطاولة بالأطباق التي تفتح شهية الفرد. ففي الواقع،يتم إعداد الوجبة في اليوم السابق،حيث يتم تشميخ مكونات(الشرشم) في قدر من الماء يوما قبل طهيها والتي هي:القمح والفول والحمص و الفاصوليا المجففة وغيرها من البقوليات.

في المساء، تحضر الفواكه المجففة (وعلى وجه الخصوص التين)،والمكسرات مثل (اللوز والجوز والبندق …)،والفواكه الموسمية الطازجة مثل البرتقال والتمر والكعك السفنج مع الزبيب المجفف.

ويزين هذه المجموعة الجميلة الحلويات الشهية مثل الشوكولاطة،حلوة النوجا،وحلوة الشام اللذيذة والحلويات الأخرى ويرافق كل هذا الشاي الحلو بالضرورة: وهنا يجب التنويه ان المرارة في هذا الحفل ممنوعة خاصة في بداية العام الجديد، لأنها نذير شؤم.

وكما كان من قبل،لبضعة أيام، تخيط الأمهات بعض الأكياس الصغيرة للأطفال الذين لا يستطيعون أكل كل الأشياء في تلك الليلة؛و الذين سينخرطون عن طيب خاطر في المقايضة للاشاء غير المرغوب فيها في اليوم التالي،فل كل واحد منهم ذوقه الخاص،تفضيلاته وسعره ونلاحظ اليوم،كيف اختفت حتى أكياس القماش هذه واستبدلت بأكياس بلاستيكية بسيطة،ويبدو أن حتى المقايضة أصبحت تقاوم ويلات الحداثة.

كذلك هناك بعض العائلات وفقًا لمناطق معينة تقوم بذبح الديك ليلا (ويفضل الديك الأحمر ملك الفناء)و يطبخ وفقًا لتقاليد تلك المنطقة لتبشر بعام مزدهر ومثمر..

في مستغانم وعلى سبيل المثال، وخصوصا مع طبق الكسكسي،أو البركوكس أو التريد بالإضافة إلى الدجاج من شأنها أن تكون وجبات متبادلة ما بين أفراد الجيران.وفي صباح العيد،يتم إعداد الخبز في المنزل خبيزاتحيث توضع في وسطها،حبة بيض مسلوقة،رمزا للخصوبة.

كما كان يفرض التقليد أيضًا أن يتم تثبيت أصغر فرد من أفراد العائلة في إناء خشبي كبير يسمى القصعةأو الميدونةوهي حاوية كبيرة مصنوعة من نبات الحلفاء ،ثم يتم سكب كل مزيج الفاكهة الذي كان يطلق عليه الجراز على رأس الطفل الصغير برفق و ذلك دلالة على حالة تأهب دائم للثراء المستقبلي: حيث الخرافة كانت مهمة جدا في العصور القديمة.

أخيراً،و بشكل استثنائي،يمنع مسح الطاولة في تلك الليلة حيث ستترك جميع العائلات من حقها لمرور عجوز الناير ليلا

وعليه من المهم أن نتذكر بأن هذا الحفل والذي يبقى في أصوله قابل للنقاش وغير مؤكد،قد استطاع ينّايرالتوفيق بين الجزائريين في هويتهم الأمازيغية التي نفيت طويلاً،وقبل كل هذا،إنها ذريعة صحية لإعادة توحيد الأسرة بأكملها حول وجبة مبهجة وجو دافئ، وهو أمر أصبح أكثر ندرة في المجتمع الجزائري المعاصر.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

زر الذهاب إلى الأعلى