الامين العام

لحمـد لله الـذي قصـرت عبارة البلغـاء عن الإحاطـة بمعانـي آياتـه، و الصـلاة و السـلام علـى مــن مـلك طرفـي البلاغـة إيجـازا و إطنـابـا.
أمـا بعـد طبتـم و طـاب مسـعاكـم، و لأن كـل وعـاء يـضيـق بمـا جـعــل فيـه إلا وعـاء العلـم فإنه يتسـع، فـإننـا نوصـي أبناءنـا الطـلبـة بمـا أوصـى بـه لقمـان الحـكيـم إبـنـه، حيـث قـال : ”يا بنـي جالـس العـلمـاء و زاحمهـم بركبتيـك، فـإن الله يحي القلـوب بنـور الحكمة كـمـا يحـي الله الأرض الميتـة بـوابـل السمــاء”.
فـمـن أراد الدنـيـا عليـه بالعـلم و مـن أراد الآخرة عليـه بالعلـم و مـن أرادهما معـا فعـليـه بالعــلم، و إنـا غـدا لنـاظـره قريب، و دوام الحـال من المحـال، و غــدا تقـول: “تـلـك آثارنا تـدل علـينــا” فَمَـــا الـحيـاة إلا إنـجــازات الرجــال.
وكـما تـعلـمـون فـإن التعلـيـم فـي الـدول الـمزدهـرة و المتقدمـة بشـكـل عــام و التـعليـم الـجــامعــي بشكـل خاص بـات في مــقدمــة الإستــراتيجيـــات، كـونــه مـرآة المستـقـبــل الحقيـقيــة التي تـعـكـس صـورة الإزدهـار و الإرتـقـاء الـحـضـاري الذي تعيشــه الـدول المتحضـرة، باعتباره الصـراع الأكاديمـي الوطنـي و مبـعـث الإشعـاع الفـكـري و الحضـاري لبنـاء المستـقبــل فـي ظـل التطـور الكبيــر الـذي تـشهــده المخـرجـات الجامعـيـة التـي تـلبـي إحتياجـات و متطلبـات مشاريع الـتنمية فـي مجـمـل المجـالات. هـذا دون أن ننسـى الإستثمـار فـي بنـاء جـيـل المستقبـل؛ أي بنـاء الإنسان الــذي يعـتبــر أصـعـب بكثيـر مــن بنـاء المؤسسات، لأنـه كمـا يقـال :بنـاء البشـر قبـل بنـاء الحـجـر. وعليه نقول لأساتذتنا الكرام و عمالنا المهرة الذين قدموا النفس و النفيس، و الـفضـل الأَولى فـي ذلك بـعـد شكــر المولـى عـز وجـل يعـود إلــى كــل مـن ساهـم فــي بـنـاء هـــذه الجـامعـة فهو يستحـق الـثنـاء و الشـكـر علـى كــل المجهـودات الجبـارة التـي قَامَ بهـا، و إلـى الطاقـم الإداري و البيــداغـوجـي مـن أبسـط عامل إلـى أعلى مسـؤول، و الـذيـن شـاركـوا في ازدهـار هـذه الكـليـة، فالطـريـق مـازال طويلا و شاقـا يتطلب ربـط الأهـداف الشـخصيـة للفــرد مـع الأهـداف العـامـة للمؤسسـة التـي يعمـل لديهـا، بحـيث تتمكن هذه الجهـات مـن تحقيـق رسالتهـا و رؤيتهـا و خطـطـها بنجـاح، و ذلك بـالإرتقــاء بكفــاءة الموظــف و أدائـه و تعزيـز قيمـة المـؤسسـة لديه، و تشجيـعــه علـى الإبـداع و الإبتـكــار، يـقـول المـولـى عـز و جــل : ”وقـــل إعــملــوا فـسيــرى الله عملكــم و رسولــه و المؤمنون و ستــردون إلـى عالـم الغيـب و الشهـادة فينبئكـم بما كنتم تعملـون” 105سورة التوبة.

السيد. احمد عباسة